04 Apr
04Apr
  • قصيدة الأحواز العربي المحتلّ

لشاعرها عبدالجبار الطائي

منشورات مركز صدام للدراسات القومية الإشتراكية

ـــــــــــــــــــــــــ

أحواز يا بلد الأمجاد والقيم

من كل ضر وقاك الله والعدم

قد كنت ريعاً وفي التاريخ منعطفاً

لك الخلود وحسن الصيت في الأمم (1)

فيا سراجاً مدی الأيام مشتعلاً

للسائرين يُنير الدرب في الظلم

بشعبك الحر قد نالتك مكرمة

له المآثر عند العرب والعجم

يا شعب أحواز قد سجلّت مفخرة

بأحرف النور في التاريخ من قدم

مذ سالمتك يد الاسلام كنت لها

ظهراً قوياً وفيها غير مصطدم

عهد الخليل علی الاسلام قد جُبِلَت

لديك نفس ولم تركن الی صنم

حتی نزول الأمين الروح منتدباً

أيا محمد قم الله واستقم

قد طبت نفساً وفي الخلّاق محتسباً

دون الاءلاه ولم تجنح لمُحتكم

فكنت للدين درعاً واقياً وبه

تحمی الذمار غير منهزم (2)

لمّا توارت جيوش الكفر وانهزمت

في القادسية تشكو وطئة الخصم

جائت تفّد و عور البيد خائفة

تطوی المفاوز في ذعر من الم (3)

وقد أناخت لدی الأحواز راحلها

والهرمزان من الاسلام في وجم (4)

ما بین تیری ودلث كان موضعها

عند المناذر بین السهل والأكم (5)

قد استعانت قوی الاسلام حینئذ

بشعب أحواز طود العز والهمم

لما ترائا كلا الجمعین في دلث

وقد افاحت لهیب الحرب من ضرم

كانت بنوالعم في المرصاد منزلة

علی العوادي زلزالاً من الحمم

فطاردتهم بنوالأحواز إذ عبرت

نهر الدُجَیل فلول الشرك في سدم (6)

وبعد ما نقض الخصم مهادنة

قد كان فیها خداعاً مبتغی السلم

ثم استمرت بتنكیل العباد ولم

ترضخ لماعاهدت فیه وتلتزم

جائت قوی الحق وابنوالعم تصحبها

لِنصرة الدین لم تهدأ ولم تنم (7)

ثم استهانت عبور النهر واصطدمت

بالمشركین احالتهم الی رمم

قد فرّ ما قد تبقّی من فلولهم

فطاردتها رجال الحق والشیم

برامِ هرمُزَ في تستر وفي ایذج

دارت معارك في الأوهاد والأطم (8)

فیها تداعت عروش الكفر وارتطمت

بصخرة الذل من عز ولم تقم

فكان آخر حصنٍ من به لجئت

عبادة النار في خوف من النقم

فذاك تستر لم يغن لمستتر

فاستملكتها جنود الحق والشمم (9)

والهرمزان غدی في الأسر مرتهناً

لاكنه حاسر من شدة اللمم (10)

بنو العروبة في الأحواز كان لها

في النصر دوراً وعزماً غیر منهدم

فيا رجالاً لدین الله جاهده

رعاكم الله باريء الذر والنسم

احفاد قحطان ثم عدنان كان لكم

عند الجهاد وفي المنجور والعلم (11)

جهد كبیر وایثار وتضحية

لها الكرامة عند اللوح والقلم

اذقتم الكفر ذلاً من عزیمتكم

والأنجليز تهاوت عن ذری السنم (12)

لمّا رضاخان، خان الدين عن جنفٍ (13)

وقد توغل في الأثام واللمم (14)

كشف الحجاب عتواً كان یقصده (15)

للمسلمین تراه غیر محترم

ناجزتموا الرجس في حزم ومقدرة (16)

وعاد یضلع في الخسران والندم

يا شعب أحواز لاتغضي علی مضض (17)

فالحاكم الله لامستحدث النعم

في ذمة الله جد السير معتنقاً

حبل المتین وركن الله فاعتصم

وصمم العزم لاتثنیك عارضة

وكن لنیل الأماني واثق القدم

لاتخضعن علی ظلم ومجحفة (18)

الصمت إثم فقم لله وانتقم

واستغن بالله لاتخضع إلی أحد

سوی الالاه لما اولاك من نعم

__

*هذه القصيدة ترتبط تاریخیاً بالدور الذي قام به عرب الأحواز في نصرة الجیش الإسلامي في المنطقة وذلك بعد هزيمة بني ساسان الطغاة.

الهوامش :

1- الربع: التل العالي أو الجبل الذي تهتدي به الناس

2- الذمار: كل شی يجب المحافظة علیه

3- الفد: السير بسرعة. المفاوز: المسافات السحيقة.

4- الواجم: العبوس والوجم، السكوت علی غیظ.

5- الأكمة: المكان المرتفع و الجبل، جمع آكام. دلث والمناذر: منطقتین قد تكونا قریبتین من نهر الكرخة الحالي والذي كان اسمه سلفاً نهر تیری وهو النهر الذي یكون شديد الجرية ومن معاني الدلث هي السريع من النوق او مواضع القتال.

6- السدم: الهم. الدجیل اسم نهر كارون في الماضي.

7- بنو العم: اولاد مالك من بني تميم هم العرب الذين كانوا یسكنون قبل الاسلام في الأحواز.

8- الأطم: الحصون المبنية من الحجارة والمرتفعة في نفس الوقت.

9- الشمم: العنفوان والعلو والارتفاع.

10- اللمم: المصيبة العظيمة.

11- العلم: الجبل الطويل وهو تشبیه للجبل الذي وقعت فیه معرکة المنجور والذي سُمي بعد المعرکة بجبل الجهاد و هذه المعرکة وقعت بین عرب المنطقة وجیش الانجليز يوم الثاني من آذار 1915 ميلادي.

12- السنم والسنام: أعلی نقطة في كل شي والذری هي النقطة التي تكون اعلی ارتفاعاً لكل شي ایضاً

13- الجنف: الميل عن الحق نحو الباطل

14- اللمم: صغار الذنوب

15- عتواً: استكباراً

16- المناجزة: المحاربة

17- المضض: الظلم

18- المجحفة: المظلمة والجحف هو التعسف والظلم

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة