الطليعة الطلابية العربية

للقلم والبندقية فوهة واحدة

  1. نحن شباب الطليعة الطلابية العربية بالقطر التونسي و هذا التظيم هو الفصيل الطلابي والشبابي لحركة البعث العربي الاشتراكي حاملين لشعاراته مؤمنين بمبادئه وقيمه باذلين انفسنا في سبيل الامة ورسالتها الخالدة
  2. الطليعة الطلابية العربية
من نحن  image
  البعث في تونس image
صفحات من نضال البعث في القطر التونسي
لبنة جديدة بروح الشباب على درب الرسالة الخالدة
وإيمان مطلق برسالة الأمة ووفاء دائم لنضالات البعثيين بتونس
تشكلت بدايات الوجود البعثي في القطر التونسي في مرحلة الأربعينات التي عرفت نهوضا قوميا في أواسط المثقفين و الشباب كامتداد لنضالات الطلبة و الجمعيات الثقافية التي تبلور وعيها الحضاري بضرورة تجذير البعد العربي والإسلامي لنضال الحركة الوطنية في صراعها ضد الاستعمار الفرنسي.
وإن لم يعرف البعثيون في ذلك الوقت شكلا تنظيميا أو عنوانا أو هوية خاصة بهم إلا أن آثار فكرهم و الرسالة التي بدأ رفاقهم في المشرق العربي ببثها و المناداة لها سرعان ما أخذت طريقها إلى نفوس شباب الحركة الوطنية في تونس فعرفت الساحة الوطنية التونسية وقتها و الهياكل الممثلة للحركة الوطنية في الخارج حضورا واضحا لبعض شخوص النضال البعثي التونسي و لأطروحات حزب البعث العربي الإشتراكي و خاصة في مكتب المغرب العربي في كل من القاهرة و سوريا، و مع بدايات المفاوضات بين بورقيبة و الحكومة الفرنسية حول الاستقلال الذاتي انحاز البعثيون للخيار الرافض لاتفاقية (الاستقلال الداخلي) و الذي كان يتزعمه آنذاك الراحل صالح بن يوسف و منذ ذلك الحين و نتيجة تمسك البعثيين في تونس و في كافة أقطار الوطن العربي بخيار وحدة النضال ضد الاستعمار و رفض الحلول الجزئية، ناصب نظام بورقيبة البعثيين العداء الذي عرف أوجه في نهاية الستينات عندما نصبت المحاكم اللاشرعية و زج بكل من يشتم عليه رائحة التعاطف أو الميل أو الانتماء للبعثيين في غياهب السجون.
لقد كان للبعثيين في تونس شرف المساهمة الفعالة و بشكل قيادي و رائد في التصدي للاستبداد البورقيبي و منهجه التغريبي و ربطه البلاد بعجلة الاقتصاديات و السياسات الغربية و دفعوا غاليا ثمن استماتتهم في الدفاع عن الهوية العربية الإسلامية لبلادنا و التصدي لمنهج الحزب الواحد و تدجين الشعب و لم يتركوا ساحة أو موقعا أو قطاعا إلا و سجلوا فيه حضورهم النضالي و المبدئي الشريف، فعلى المستوى السياسي و اثر تشكل خلايا البعثيين المنظمة في نهاية الخمسينات و بداية الستينات ناضلوا من أجل بعث الوعي العربي في صفوف الشبيبة و استغلوا كل الساحات المتاحة و الممكنة في الصحافة على قلتها و في المنتديات الثقافية للحفاظ على الهوية العربية لبلادنا و لفضح التوجه البورقيبي التغريبي الخادم الوفي للامبريالية ، كما كان لهم حضور نوعي في النقابات المهنية و خاصة في سلك التعليم بأصنافه و نقابات المناجم والقطاعات الكبرى و قد أثمر نضالهم و جهدهم تشكل تنظيمهم الذي صلب عوده و أصبحوا في سنوات قليلة في نهاية الستينات و بداية السبعينات طرفا فاعلا و طنيا متجذرا في الساحة الوطنية التونسية. فقد كان لهم الدور الريادي في تفجير و قيادة المظاهرات التي عمت البلاد إثر هزيمة جوان 1967 رفضا للهزيمة و تصديا لخطاب بورقيبة الاستسلامي وانتصارا لخيار استمرار المقاومة و رفض الاعتراف بالكيان الصهيوني و قد كلفهم ذلك محاكمات شهيرة : ابرز رموزها الرفيق الشهيد الصادق الهيشري و محمد بن جنات و كانت تلك المحاكمات مناسبة لفضح الطبيعة التعسفية و اللاديمقراطية لنظام بورقيبة و شكلت مناسبة لتعاطف المناضلين الديمقراطيين و اليساريين و المفكرين الأحرار مع الشعب العربي في تونس في نضاله من اجل الديمقراطية و حرية التعبير و أحقيته في التعددية السياسية إذ نجد من بين الذين أمضوا على عرائض المساندة لضحايا تلك المحاكمات " سيمون ديبوفوار " المفكرة الفرنسية المعروفة مع مئات من كبار مفكري و مثقفي و ناشطي فرنسا و هو ما شكل حرجا كبيرا لنظام بورقيبة الحريص دوما على تسويق نفسه كعنوان للحداثة والديموقراطية في أوساط الفرنسيين .
كما أن التحركات الطلابية و تحديدا حركة فيفري المجيدة سنة 1972 و ما سبقها في الانقلاب الذي قامت به السلطة على مؤتمر قربة الشهير للاتحاد العام لطلبة تونس كانت بمساهمة بعثية نوعية و متميزة يشهد من عاصروها على مبدئية و نضالية و صمود رفاقنا فيها .
أما طيلة فترة السبعينات فقد قام البعثيون بجهد جبار مع بقية الأطراف التقدمية و الوطنية على تجذير الوعي النقابي في النقابات الأساسية و الجهوية للاتحاد العام التونسي للشغل و كانت مواقفهم و نضالاتهم محط إعجاب كافة الأطراف لمبدئيتهم العالية و تمسكهم بحقوق الشغالين و قد نالهم ما نال النقابيين اثر أحداث جانفي 1978 من عسف و تعذيب وسجون و يكفي العودة لخطاب بورقيبة الذي ألقاه أثناء أحداث جانفي 1978 و الذي اتهم فيه مباشرة البعثييّن بكونهم وراء تلك الأحداث و اعتبرهم الفاعل الأساسي الذي فجر الأحداث و استعملوا الحبيب عاشور كغطاء لهم ، و يجدر التذكير أن البعثيّين نالهم باستمرار شرف اتهام بورقيبة لهم بكونهم المتسبب في تحريض الجماهير في كل الهبات الشعبية والشبابية والتي تزامنت مع الأزمات الكبرى التي عاشها نظامه .
و مع بداية عودة الحراك للساحة السياسية بعد الانفتاح المزعوم للوزير السابق محمد المزالي لم يلهث البعثيّون كغيرهم وراء سراب التأشيرة القانونية و الوجود العلني الملغوم و واصلوا نضالهم صلب الأطر الجماهرية مع الحفاظ على مبدئية خطابهم السياسي و تمسكهم بثوابتهم العقائدية في ضرورة ربط النضال الوطني و معارك الديمقراطية وحقوق الإنسان و الكفاح الاجتماعي بأفقه القومي مؤكدين دائما على الترابط الجدلي بين النضال الاجتماعي و التحرري والوحدوي فكان لهم شرف المساهمة الفعالة في تأسيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان و إعادة بناء هياكل الاتحاد العام التونسي للشغل اثر مؤتمر قفصة ، كما كان لشباب البعث الحضور المتميز في صفوف الحركة التلمذية سنتي 1981 و 1982 و التي كانت تعمل تحت إمضاء الطليعة التلمذية العربية التي تم اعتقال العشرات من مناضليها وتعرضوا للطرد والإيقافات ، وفي نفس الفترة سجلوا في الحركة الطلابية حضورا نوعيا جسدته في وقتها الطليعة الطلابية العربية ثم رابطات العمل الجماهيري المباشر ثم مجموعة الأنصار و التي أسهمت مع بقية الأطراف التقدمية في التصدي لمشاريع تخريب الجامعة و تحويلها من ساحة نضال إلى معتقل أمني و بعثوا الوعي التقدمي التحرري الوحدوي في صفوف الطلبة.
و ككل الأطراف السياسية في الجامعة عرف الحضور البعثي انكماشا أمام الهجمة البوليسية في منتصف الثمانينات و التي بالرغم عنها حافظ فيها البعثيّون على حد أدنى من الحضور العلني الذي هيأ مع بقية الأطراف التقدمية لإعادة الروح للحركة الطلابية فكان لهم شرف المساهمة بل شرف المبادرة و بشكل قيادي في الإعداد لعقد المؤتمر 18 الخارق للعادة للاتحاد العام لطلبة تونس ( انسحبوا منه بعد أن تحول إلى صفقة بين بعض أطراف اليسار التونسي و السلطة) و المؤتمر 19 وآخرها 20 المنعقد ببئر الباي الذي شارك فيه البعثيون باسم مجموعة الأنصار تشهد على المساهمة المتميزة للبعثييّن في سير الأشغال و صياغة اللوائح و رسم البرامج وقد كان لهم الشرف في رفض الإملاءات المفروضة على الإتحاد من ممتهني السمسرة وتوظيف الإتحاد لمصالح حزبية ضيقة والمهادنين للسلطة فغادروا المؤتمر العشرين قبيل اكتمال أشغاله وقد صدقت رؤيتهم وأثبتت الأيام والتجارب صحة موقفهم إذ انغمست قيادة الإتحاد العام لطلبة تونس في مسار إقصائي سياسوي آل إلى عزل الإتحاد عن جماهيره ودخوله في أتون الصراعات الحزبية الضيقة وانتهى إلى وضعيته الحالية .
و قد كان للبعثيين مع اندلاع أم المعارك: العدوان الثلاثيني على العراق و قبلها شرف القيام بتعبئة الساحة الطلابية بالتوازي مع جهد رفاقهم في النقابات المهنية و المنظمات الجماهرية في تعبئة الشارع بالمظاهرات المنددة بالعدوان على العراق و المساندة لخوض معركة مع الامبريالية و بالرغم من المحاصرة البوليسية للجماهير و الإيقافات و التتبعات العدلية التي عبرت عن زيف موقف النظام من الحرب من جهة ، و خطاب التكفير الذي ما انفك يروجه الاسلامويون فقد واصل البعثيّون تشبثهم بعقيدتهم الوحدوية و انحيازهم للكادحين و تطلعهم للمستقبل و الحرية مبشرين برسالة العرب الخالدة ممارسين لجدلية الترابط بين النضال القومي و الكفاح الاجتماعي متمسكين بالديمقراطية كضرورة ملحة لتمارس الجماهير العربية دورها و تقول كلمتها في تحديد مصيرها .
ولقد كان من الطبيعي ككل الحركات و المنظمات السياسية العقائدية أن تعرف مسيرة البعثيين في تونس فترات مد وفترات جزر وأن يخرج من صفها بعض شخوصها و لكن الجزء الأعظم من مناضلي البعث في تونس ظلوا أوفياء لمبادئهم متمسكين بعقيدتهم حاضرين فاعلين في كل المحطات الكبرى التي عرفتها الساحة السياسية التونسية متفاعلين مع جماهير شعبهم الكادح محذرين دوما من الانزلاق للمعارك الواهمة رافضين الحسابات الحزبية الضيقة يقرنون الشعار بالممارسة و القول بالفعل مجسدين مقولة رفيقهم القائد صدام حسين: "البعثي أول من يضحي و آخر من يستفيد" .
و لأن البعث رسالــة و عقيدة لا كلاما و نضالا لا شعارا كما قال الرفيق المؤسس ميشيل عفلق فقد عول البعثيون دائما على نوعية عناصرهم و صلابتهم و تماسك خطابهم السياسي و مبدئيتهم رغم قسوة القمع و شدة المحاصرة و سياسة الاستئصال التي مارسها معهم نظام بورقيبة طيلة أكثر من 20 عاما وسياسة الإقصاء وكم الأفواه ومحاولات التدجين والاختراق التي واصلها معهم ومع كافة مكونات المجتمع نظام 7 نوفمبر الذي رفض منح حركة البعث التأشيرة القانونية و اغتيال أمين عام الحركة الرفيق فوزي السنوسي سنة 1988 إضافة إلى استمرار حملة الاعتقالات على شخوصها والتي كان أكبرها سنة 1993 مع اقتحام مقرات الحركة ومصادرة مكتبتها و اعتقال معظم عناصر الطليعة العربية آنذاك و التي كانت تحت قيادة الرفيق أحمد العبيدي و شكل ذلك التاريخ نهاية التواجد الفعلي لها بتونس قبل أن تظهر من جديد سنة 2000 بشكل حاد بها عن الخط النضالي الذي طبع مسيرتها طيلة 13 سنة من تواجدها و أدخلها في مسارات ثبت فشلها.
و لم تكن مسيرة البعثيين بتونس بالسهلة فعلاوة على السجون و المضايقات و الطرد و التجويع فقد قدموا الشهداء سواء في ساحة المقاومة الفلسطينية أو في معارك الدفاع عن الجناح الشرقي للأمة العربية إبان الحرب بين نظام الملالي الرجعي في إيران و النظام الوطني البعثي في العراق أوفي المقاومة الشعبية للاحتلال الصهيو-أمريكي منذ 2003 إضافة إلى شهداء الساحة التونسية كالرفيق الشهيد " الصادق الهيشري " الذي اغتيل في صائفة 1984 في عملية مشتركة بين المخابرات الليبية و التونسية والرفيق " حسين المباركي " و غيرهم .
إن حرب الاجتثاث التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية و عملائها من أنظمة عميلة جبانة و فاسدة و محاولات الاختراق للكيانات البعثية و لخطابهم و عقيدتهم ، كما أن حملات التشويه التي استرسلت القنوات الفضائية الممولة بنفط خنازير الخليج لن تحجب الرؤيا عنا و لن تضيع البوصلة منا ، فالبعث قبل كل شيء هو إيمان و نضال ونكران للذات ونظافة في السلوك و القول و الممارسات لا تشوبها شائبة فكل من سعى لمنفعة شخصية ليس منا وكل من ركن لليأس وأعياه الطريق غريب عنا .
الشباب البعثي في تونس مناضلون بلاهوادة من أجل الحرية والتحرر منحازون للكادحين متصدين للإستبداد والديكتاتورية والفساد مؤمنون بوحدة النضال العربي وبأن الوحدة خيار العرب الوحيد رغم قتامة الصورة وبؤس الوضعية الحالية من أجل بناء الإنسان العربي الجديد ومن اجل أن يحقق العرب إنسانيتهم الكاملة وهم في ذلك يستلهمون قدرتهم على المطاولة و النضال من صلابة و مبدئية أمينهم العام الرفيق القائد " صدام حسين و رفاقه الأسرى " ومن بطولة وعزيمة رفاقهم المقاتلين ضد الاحتلال و تضحيات رفاقهم الذين شردوا وقتلوا وجوعوا وهجروا بفعل الإحتلال وبفعل الرجعية العربية المتمثلة في الأنظمة العميلة.
و الشباب البعثي في تونس أوفياء دوما لشهدائهم و رفاقهم الراحلين : " يوسف الرويسي ،عمر السحيمي ، الصادق الهيشري ، فوزي السنوسي ، حسين المباركي ، عز الدين الشابي ، علي النجار ، عز الدين التليلي ، و كل من رحل ثابتا على مبدئه و فيا لعقيدته .فمهما اجتثوا أو استؤصلوا أو شوهوا فإن البعث في تونس بذرة نمت و ترعرعت في ساحات النضال و التضحية و الفداء يسقيها عرق المناضلين و دمائهم متنفسة هواء مشبعا بتربة قطرنا العزيز تونس مشدودة باستمرار لساحات النضال القومي و ترنوا إلى أفق إنساني كبير .
  •  05/30/2016 12:00 AM

هذه مقالة عامة للمدونات يمكنك استخدامها لإضافة محتوى / مواضيع المدونة على موقعك الإلكتروني. يمكنك تعديل كل هذا النص واستبداله بأي شيء تريد قوله في مدونتك.

اقرأ المزيد
About image
صفحة "حول" هي الوصف الأساسي لموقع الويب الخاص بك. هنا هو المكان الذي تسمح للعملاء معرفة ما هو موقع الويب الخاص بك. يمكنك تعديل كل هذا النص واستبداله بما تريد كتابته. على سبيل المثال، يمكنك إعلامهم بمدة نشاطك التجاري، وما الذي يجعل شركتك خاصة، وما هي قيمها الأساسية والمزيد.

عدل صفحة "حول" من علامة التبويب الصفحات بالنقر على الزر تعديل.
تم عمل هذا الموقع بواسطة